الأحد، 10 أغسطس 2014

وحوش العاطفة

وحوش العاطفة
___________

(قصة)

"لا تتعجبي إذ تصلك الآن رسالتي الأولى.. السماء هنا صفراء، والقيثارة حزينة، والطريق الترابي يثور تحت قدميّ وأنا أتلهّف الذكريات يا وئام.
هل تصدّقين؟.. خمسة أعوام؟ ها؟ أراهنك قمصاني تخلّت عن رائحتي.. ولماذا لا تفعل؟
السماء صفراء، والقيثارة حزينة.. لكن ألم أخبرك بهذا؟.. إنك تحبين حين لا أجد شيئًا أقوله فأكرر.. أراهنك تضحكين الآن.
لكن لماذا ضحكت في منام البارحة بفتور؟
الوحدة تدوس أعصابك أعرف.. وتسحق أعصابي.
عجيبة الأقدار يا وئام.. لكنني أحبك، تعرفين؟
تأكدي أنني أجدك في كل شيء هنا.. حتى في مذاق البيرة الدافيء.. أمريكا يا وئام لم تعد حلمًا.. وإنه لشعور غريب.. لم تعد حلمًا."

تجاوز عتبة الشقة داخلًا بذات الهاجس. وضع الطعام الذي جلبه في الطريق على أريكة صغيرة. أضاء مصباح المكتب إلى جوار النافذة الوحيدة التي ترى الشارع الصاخب. اقتحمته ضجة شجار لم يكترث بمعرفة حول أي شيء يدور.
عبر بصره إلى نافذة مظلمة أمامه وارتد خائبًا.. الأشياء تجاوزت الجنون إلى المنطق، لكنه لم يعد سعيدًا.. قل لم يعد شغوفًا كما كان.
فتح بريده الإليكتروني وقرأ رسالتين جديدتين.. "وئام" تقول المعتاد.. الأستاذ "جورج" يطلب الجزء الثاني من القصة لنشره في عدد الثلاثاء القادم.
لم تكن "ماريانا" قد وجدت بعد التعويذة المناسبة لقتل الملل، كما لم يصل "مات" إلى كانساس وبالتالي لم يقابل الأب "مالوني"، فلم يجد "حسين" بدًا من تناول الأوراق والقلم الرصاص ليمد خيوطه إلى الأفق الغامض للأحداث.......

"ربما تلومينني يا وئام، لكنه الخيال الذي أعاقته لغتي.. ما كان بمقدورك يا حبيبتي أن تحملي العالم إليّ أو تحمليني إليه.. وشعرك هل مازال بلون حقل قمح وقت الحصاد؟"

عرّجت عليه "ساندرا" في الصباح. أيقظته، وكان قدح قهوة ينتظر شفتيه النائمتين.
من المطبخ نادته: تفطر هنا؟
قام متكاسلًا وبصوت يقشر النوم عن وعيه قال: لو ستطعمينني من فمك، فنعم.
خرج بعد أن اغتسل وتناول فطورًا سريعًا. "ساندرا" حملت الأوراق لتنسخها على الكومبيوتر وترسلها ل"جورج"، وسبقها هو إلى سيارتها وأدار المذياع ليغمره صوت "جوني كاش"
If I were a carpenter
And you were a lady
Would you marry me anyway?
Would you have my baby?
تبعته "ساندرا" وهي تسأل باندهاش: من "وئام" هذا؟.. قريبك؟
هذا؟ وئام (هذه) يا حمقاء. لكنه لم يخبرها.. أومأ لها بلا معنى.
-لم تعجبني النهاية.. برغم ذلك أجدني فخورًا بقصتي جدًا هذه المرة.
*ستعجب "جورج".. أنا أعرف هذا.. بالمناسبة.. سمعت أنك ستعود في إجازة إلى القاهرة.. صحيح؟

لم يشأ أن يتكلم عن الأمر. تداعب عينيه لقطات متلاحقة لجانب الطريق. "ساندرا" أعانته على أن يحتمل أمريكا، وآمنت بموهبته فعرّفته إلى "جورج" الذي وظّفه في جريدته.. لن يستطيع أن ينكر فضلها، لكنه لا يملك لها غير جسده وبعض استجابات شعورية ربما تصنع تاريخًا، إنما لا تصنع ذاكرة.
أحبَّها والذكريات ملك "وئام".. سكن إليها والروح تعوي هناك في القاهرة.

كان الأب "مالوني" يعرف والدة "ماريانا"، وأعطى مفتاح الصندوق الخشبي الذي أثار التساؤلات والحيرة ل"مات" الذي غادر إلى المحيط والصدفة.
ربما كنت محقة يا وئام.. إننا لا نسأل أنفسنا أبدًا عن الكنز الذي نخبّئه للحياة، ونسأل الحياة كل يوم عن الكنز الذي تخبّئه لنا.. لكنه الخيال يا وئام.. الخيال نقيض الحب يا حبيبتي.. إن "مالوني" لحكيم وإن "مات" لأحمق.

تأهبت "ساندرا" للرحيل سعيدة بتوقيع العقد وأكثر بسعادتي.
ل"جورج" نظرته الثاقبة في المال، الذي يعود بأصدقائه للحقيبة.. ولقد شمّ رائحة من المستقبل سهلت عليه الأمور.
قلتُ وكنت لا أزال في غيبوبة المفاجأة: تتزوجينني؟.....

السماء رمادية. المدهش أن الأيام لا تمر أبدًا عليك يا حبيبتي. لم تعد القيثارة حزينة. أنا حكيت لك عن "ساندرا".. حكيت لك عن "مات" الصغير و"سوزي" كذلك.. ولكنك سري الذي تجاوزوا السؤال عنه.. إنه القرار يا حبيبتي الذي يرحل بنا إلى حقيقتنا.. الخيال نقيض الحب.. لكن ألم أخبرك بهذا؟.. إنك تحبين حين لا أجد شيئًا أقوله فأكرر.
___________________________________

أبريل 2011
https://www.facebook.com/yehia.mousa/posts/711439442226274
Lik

السبت، 2 أغسطس 2014

فلاشين لنفس الوجه

صوره 6×9 لشاب حوالي 25 سنه مش عازب مش متجوّز
ومبوّز
ف عنيه نظره مابتقولش
شفايفه بحكم التدخين متلوّنه بالليل الكحلي

بالحزن المَحْلِي بشهد العشق شفايفه بتنطق حواديت مفهومه وغامضه
ف ضهر الصوره بتضحك إمضا حبيبته بخبث بناتي:
(حبيبي..حياتي)

صوره 6×9 لشاب حوالي 25 سنه متجوّز
برضه مبوّز
ف عنيه نظره عجيبه بتسأل ببلاهه
باديه عليه إمارات نغنغه ووجاهه

وشّه النابت فوق البدله السينييه
غرقان ف التيه
وف ضهر الصوره بتضحك إمضا حبيبتي بتشفّي:
(جوزي..البيه)

خمستاشر سنة

طِيرِي
من ضلام الشرنقات
لوّني الجناحات وطيري
لحدّ غيري
واكبري
ف الكون دا صُولي
شِبّي بايديكي وطولي
نجمه توكه وفصّ لولي
من سما صمتي وقولي
وزهّري
وردايه حلوه ف كل ثانيه بتكبريها
ونوّري
وشّ القمر جوّا الإيشارب
بيقيم سلام ويفضّ حرب
حتى الشموس تشرق بوَرْب
لمّا تباني وتظهري
طيري وحُطّي بجناحات
بالأمنيات متلوّنه
يا حلوتي وصُبّي الحاجات
جوّا كاسات الأزمنه
دا بكره بيبات بالساعات
يسقي السكات حبّة غنا
عن بكره أحلى م اللي فات
ياه باشكرك يا ربّنا
دي حلوتي أمّ ضفيرات
تمّت خمستاشر سنه
يحيى موسى
20 آذار 2008

السبت، 5 أبريل 2008

جبل الملح/ إزاز الطفوله

مش غريبه
أوّل مرّه يعدّي جبل الملح عليك
وعنيك ما يدمّعوش
كنت بتجري ع البلكونه وتعيّط
والسما تعيّط معاك
الجوّ المغيّم بيفكّرك بلندن اللي مارحتهاش عمرك
بليلة السبت قدّام الفيلم الأجنبي ف نادي السينما
برواية الأب الروحي اللي قعدت تقراها تلات شهور
تفاصيل كانت بتربطك بجوّ بتحسّ فيه بالونس
ونس العزله والوحده
ونس السكون
دفا البرد زيّ ما كنت بتقول
تفاصيل مش شبه الناس اللي حواليك بس شبهك
النهارده جبل الملح كان سعيد
والسما بتعيّط لوحدها
دموعها كانت نازله على ازازك ومستنّياك تعيّط معاها
ضِحِكْت ليه النهارده؟
مش غريبه؟
ما عرفتكش النهارده غير لمّا طلّعت شِعْرك القديم وقريته
ألبوم الصور اللي امّك قطّعته علشان ما تدّيهوش لحبيبتك زيّ ما شفت ف الفيلم الأجنبي
صورك وانتا عنيك بتلمع وعايش ومستنّي اللي جاي بكره
مش غريبه؟
جبل الملح اللي كان زيّ شهقة الحياه
وبيخلّيك قريّب قوي من الحقيقه
وبيغسلك من الزيف لحدّ ما تعيّط مع السما
وتبقى أبيض
جميل
حزين
النهارده كان سعيد ومش حقيقي
لندن فجأه اختفت من دماغك
ولقيتك بتضحك
النهارده مش حقيقي
النهارده مش حقيقي ما تصدّقوش
شِعْرك القديم كان اهبل
بس شبهك
صورك القديمه كات عبيطه
بس شبهك
أحلامك القديمه كات غريبه
بس شبهك
الدرع والسيف اللي أخدتهم ف فيلم ( رجل ف القناع الحديدي) ما سيبتهمش بعد ما خلص
البرق اللي ضربك ف فيلم ( باودر) لسّه ما سابش صدرك
الورم اللي صابك ف فيلم ( الظاهره) لسّه ف دماغك وبيكبر كل يوم
لندن لسّه جوّاك وبتعيّط
ضِحِكْت ليه النهارده؟
النهارده مش حقيقي
جبل الملح كان لازم يكون حزين
وعنيك كات لازم تدمّع
لازم
السما ما تعيّطش لوحدها غير لمّا تقوم قيامتك
وانتا لسّه حيّ
وعنيك بتلمع
ومستنّي اللي جاي بكره
ما تموتش دلوقتي أرجوك
اشبط قوي ف ملامحك
وارجعلي من تاني
مش شبه الناس اللي حواليك بس شبهي
لندن ، واترلو ، نادي السينما كل يوم سبت ، حياتك التافهه المهمّه ، حاجاتك اللي بتخلّيك أنا
مش شرط تكون طبيعي عشان تعيش
كفايه انّك هاتكون الوحيد اللي ماعندوش شيزوفرينيا
ف عالم عنده فُصَام جماعي
ضِحِكْت ليه النهارده؟
ووقِفْت ورا الإزاز تراقب دموع السما
بتغسل الدنيا من الزمن والوقت ومش قادره تغسلك
ليه مُصِرّ تبقى عادي ومملّ
افتكر لما كنت بتمشي ف شوارع بلدكو
كنت بتمشي ف النصّ
تتنقّل ما بين بِرَك الميّه والوَحْلَه
ورافض تخاف على الجزمه الجديده والبنطلون اللي هايبقى خريطه من طرطشة العيال عليك
رافض تخاف من أَلَمِين هاتاخدهم على صداغك لمّا هاتروّح
إنتا مش جبان عشان تمشي ف الجنب تحت البلكونات
ولا هاتشمّر وتلبس كيس بلاستك على الجزمه
إنتا مش غبي عشان توسّخ روحك بالقلق والخوف
إنتا اخترت لحظتك بإديك ما حدّش اختارهالك
لمّا باظت الجزمه كنت عارف إمتى وازّاي
ما دابتش مع الزمن واختفت ف وسط حاجات كتير موسّخها الزمن
ليه مُصِرّ تبقى ورا الإزاز
بتتفرّج ع الحقيقه وانتا فُرْْجَه
المَطَرَه مش طايلاك ووساختك بتزيد يوم بعد يوم
ضِحِكْت ليه النهارده؟
وما افتكرتش لندن ، ولا العمود المطفي على كوبري استانلي الجديد ، رباعيّات الإسكندريّه اللي قريتهم على اخواتك البنات وانتو رايحين السينما ، الوحده اللي كنت بتشكّلها من وشوش اللي حواليك وسخافة بعضهم وتفضل ف ركن مش بتاع حدّ غيرك تكلّم الوشوش وقت ما تحبّ ويردّوا عليك باللي عاوز تسمعه ، تتأكّد من وجودك بأصواتهم اللي بتناديك، وتحتاج من خلالهم حاجات بيحتاجوها ، ويحتاجوك، فيلاقوك زيّهم بس مش بتخاف، فتبقى ركن بيلجأوله يحسّوا فيه بالأمان ويخرجوا للدنيا أقوى
النهارده الكل كان معاك وحواليك
كَلّمْتُهم مارَدُّوش وضِحْكُوا،فاستَغْرَبْت،بَان عليك السؤال فجاوبوك،ضِحِكْت واكتشفت انّهم بَقُوا يتكلّموا بلَغْوَه مختلفه ضَحّكِتَك، وفضلتوا تضحكوا والسما مَفْحُومَه بالعياط بتغسل الخَرَسْ وحتَّى الكلام الوسخ المزوّق بس ما بتخلّيهوش مفهوم ، فتضحك وتتعوّد بعد فتره تغيّر انفعالاتك بحيث يبان عليك الفهم وما يقولوش عليك عبيط
الفُصَام الجماعي ما استثناش سواك
بس انتا ما قدرتش تكمّل
آديك اهو ورا ازازك زيّهم
مزيّف زيّهم
مش بتفهمهم ولا بيفهموك
بتضحك معاهم أو عليهم ما تفرقش وبتتكلّم كتير
إزازك مخلّيك تشوف اللي حواليك بس مش قادر تشوف نفسك
علشان كده
كل ستاره سودا بتنزل على ازازك بتردّك لوحدتك
بس من غير وشوش
غير وشّك اللي بيبانلك ف الإزاز مزيّف
وخايف
وبيضحك بهستيريا وجنون
ضِحِكْت ليه النهارده؟
جبل الملح ما كانش قصده يتأخّر عليك
جالك لمّا وَحَشَك ووَحَشْتُه
نادالك، ما طلِعْتْلُوش
السما عيّطت ، ضِحِكْت
حاولوا يفكّروك ، نَزِّلْت الستاير السودا ورا بعض
وفضِلْتْ وحدك
تبصّ على نفسك ونفسك تبصّ عليك