السبت، 5 أبريل 2008

جبل الملح/ إزاز الطفوله

مش غريبه
أوّل مرّه يعدّي جبل الملح عليك
وعنيك ما يدمّعوش
كنت بتجري ع البلكونه وتعيّط
والسما تعيّط معاك
الجوّ المغيّم بيفكّرك بلندن اللي مارحتهاش عمرك
بليلة السبت قدّام الفيلم الأجنبي ف نادي السينما
برواية الأب الروحي اللي قعدت تقراها تلات شهور
تفاصيل كانت بتربطك بجوّ بتحسّ فيه بالونس
ونس العزله والوحده
ونس السكون
دفا البرد زيّ ما كنت بتقول
تفاصيل مش شبه الناس اللي حواليك بس شبهك
النهارده جبل الملح كان سعيد
والسما بتعيّط لوحدها
دموعها كانت نازله على ازازك ومستنّياك تعيّط معاها
ضِحِكْت ليه النهارده؟
مش غريبه؟
ما عرفتكش النهارده غير لمّا طلّعت شِعْرك القديم وقريته
ألبوم الصور اللي امّك قطّعته علشان ما تدّيهوش لحبيبتك زيّ ما شفت ف الفيلم الأجنبي
صورك وانتا عنيك بتلمع وعايش ومستنّي اللي جاي بكره
مش غريبه؟
جبل الملح اللي كان زيّ شهقة الحياه
وبيخلّيك قريّب قوي من الحقيقه
وبيغسلك من الزيف لحدّ ما تعيّط مع السما
وتبقى أبيض
جميل
حزين
النهارده كان سعيد ومش حقيقي
لندن فجأه اختفت من دماغك
ولقيتك بتضحك
النهارده مش حقيقي
النهارده مش حقيقي ما تصدّقوش
شِعْرك القديم كان اهبل
بس شبهك
صورك القديمه كات عبيطه
بس شبهك
أحلامك القديمه كات غريبه
بس شبهك
الدرع والسيف اللي أخدتهم ف فيلم ( رجل ف القناع الحديدي) ما سيبتهمش بعد ما خلص
البرق اللي ضربك ف فيلم ( باودر) لسّه ما سابش صدرك
الورم اللي صابك ف فيلم ( الظاهره) لسّه ف دماغك وبيكبر كل يوم
لندن لسّه جوّاك وبتعيّط
ضِحِكْت ليه النهارده؟
النهارده مش حقيقي
جبل الملح كان لازم يكون حزين
وعنيك كات لازم تدمّع
لازم
السما ما تعيّطش لوحدها غير لمّا تقوم قيامتك
وانتا لسّه حيّ
وعنيك بتلمع
ومستنّي اللي جاي بكره
ما تموتش دلوقتي أرجوك
اشبط قوي ف ملامحك
وارجعلي من تاني
مش شبه الناس اللي حواليك بس شبهي
لندن ، واترلو ، نادي السينما كل يوم سبت ، حياتك التافهه المهمّه ، حاجاتك اللي بتخلّيك أنا
مش شرط تكون طبيعي عشان تعيش
كفايه انّك هاتكون الوحيد اللي ماعندوش شيزوفرينيا
ف عالم عنده فُصَام جماعي
ضِحِكْت ليه النهارده؟
ووقِفْت ورا الإزاز تراقب دموع السما
بتغسل الدنيا من الزمن والوقت ومش قادره تغسلك
ليه مُصِرّ تبقى عادي ومملّ
افتكر لما كنت بتمشي ف شوارع بلدكو
كنت بتمشي ف النصّ
تتنقّل ما بين بِرَك الميّه والوَحْلَه
ورافض تخاف على الجزمه الجديده والبنطلون اللي هايبقى خريطه من طرطشة العيال عليك
رافض تخاف من أَلَمِين هاتاخدهم على صداغك لمّا هاتروّح
إنتا مش جبان عشان تمشي ف الجنب تحت البلكونات
ولا هاتشمّر وتلبس كيس بلاستك على الجزمه
إنتا مش غبي عشان توسّخ روحك بالقلق والخوف
إنتا اخترت لحظتك بإديك ما حدّش اختارهالك
لمّا باظت الجزمه كنت عارف إمتى وازّاي
ما دابتش مع الزمن واختفت ف وسط حاجات كتير موسّخها الزمن
ليه مُصِرّ تبقى ورا الإزاز
بتتفرّج ع الحقيقه وانتا فُرْْجَه
المَطَرَه مش طايلاك ووساختك بتزيد يوم بعد يوم
ضِحِكْت ليه النهارده؟
وما افتكرتش لندن ، ولا العمود المطفي على كوبري استانلي الجديد ، رباعيّات الإسكندريّه اللي قريتهم على اخواتك البنات وانتو رايحين السينما ، الوحده اللي كنت بتشكّلها من وشوش اللي حواليك وسخافة بعضهم وتفضل ف ركن مش بتاع حدّ غيرك تكلّم الوشوش وقت ما تحبّ ويردّوا عليك باللي عاوز تسمعه ، تتأكّد من وجودك بأصواتهم اللي بتناديك، وتحتاج من خلالهم حاجات بيحتاجوها ، ويحتاجوك، فيلاقوك زيّهم بس مش بتخاف، فتبقى ركن بيلجأوله يحسّوا فيه بالأمان ويخرجوا للدنيا أقوى
النهارده الكل كان معاك وحواليك
كَلّمْتُهم مارَدُّوش وضِحْكُوا،فاستَغْرَبْت،بَان عليك السؤال فجاوبوك،ضِحِكْت واكتشفت انّهم بَقُوا يتكلّموا بلَغْوَه مختلفه ضَحّكِتَك، وفضلتوا تضحكوا والسما مَفْحُومَه بالعياط بتغسل الخَرَسْ وحتَّى الكلام الوسخ المزوّق بس ما بتخلّيهوش مفهوم ، فتضحك وتتعوّد بعد فتره تغيّر انفعالاتك بحيث يبان عليك الفهم وما يقولوش عليك عبيط
الفُصَام الجماعي ما استثناش سواك
بس انتا ما قدرتش تكمّل
آديك اهو ورا ازازك زيّهم
مزيّف زيّهم
مش بتفهمهم ولا بيفهموك
بتضحك معاهم أو عليهم ما تفرقش وبتتكلّم كتير
إزازك مخلّيك تشوف اللي حواليك بس مش قادر تشوف نفسك
علشان كده
كل ستاره سودا بتنزل على ازازك بتردّك لوحدتك
بس من غير وشوش
غير وشّك اللي بيبانلك ف الإزاز مزيّف
وخايف
وبيضحك بهستيريا وجنون
ضِحِكْت ليه النهارده؟
جبل الملح ما كانش قصده يتأخّر عليك
جالك لمّا وَحَشَك ووَحَشْتُه
نادالك، ما طلِعْتْلُوش
السما عيّطت ، ضِحِكْت
حاولوا يفكّروك ، نَزِّلْت الستاير السودا ورا بعض
وفضِلْتْ وحدك
تبصّ على نفسك ونفسك تبصّ عليك